السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل إنسان مهما كابر أو عاند أو جحد ..
يبقى ضعيفاً محتاجاً لقوة إلهية تحميه ..
يحتاج للقادر القوي للحافظ الذي يحفظه من شر كل ذي شر ..
ومن شر القضاء المقدر ..
جميل أن تستشعر حفظ الله معك في كل يوم وليلة ..
والأجمل أن تعيش متوكلاً طارحاً عنك كل هم ..
فهو من سيكفيك همّك إن أهمّك !
لأنك تداوم ذكره ..
تردد ما أُمرت به من أوراد ..
تدعوه متيقناً بالإجابة ..
إن كنت كذلك فهنئياً لك هذه الحياة ..
وإن لك تكن .. حاول أن تجرب هذا الشعور لتصبغ حياتك بصفة من أبرز صفات المؤمنين ..
".. التوكل عليه والإعتماد عليه والتبرؤ من كل حول وكل قوة تنسبها لنفسك .. ودعائه في أي ساعة وفي أي مكان .. "
دعاء طالما رأيت عجائبه :
"استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه"
استودع نفسك ..
استودع أهلك ..
استودع أطفالك ..
استودع أحبابك ..
استودع أملاكك ..
كل شيء تريد حفظه استودعه عند خير من أؤتمن ..
وأهمها :
[ استودع دينك ] :
اجعل دينك وديعة عند الله يحفظه لك من التعرض للنقصان
أو التعرض للمعاصي أو الانتكاسة والعياذ بالله ..
[ واستودع أمانتك ]
[ واستودع خواتيم أعمالك ]..
ألا تلاحظون معي أن هذا الدعاء أكثر ما نردده عند السفر كما أُمرنا .. !
لأن الدين سبحان الله يتعرض للنقص في السفر ..
وكأنه تحذير منه سبحانه لنا جميعاً :
ياعبادي كونوا مؤمنين في أرضكم وخارجها ..
وللأسف كم نرى ممن ضربوا بهذا الأمر العظيم عرض الحائط !!
البعض ينقص دينه بنفسه ..
فتراه غير مبالي بفرائض تفوته .. !!
و بعض النساء تظن أنها تُحرم على غير أهل بلادها فتترك الحجاب !
والبعض ينسلخ من دينه فلا ترى منه شيء يوحي باسلامه ..
إلا اسمه فقط .. !
من أعجب القصص التي مرت علي :
قصة رجل دائماً ما يردد هذا الدعاء بصدق ..
في يوم من الأيام وصله خبر احتراق مجموعة من المنازل ومن بينهم منزله ..
فقال لمن أخبره الخبر : أنا استودعت الله ومتيقن بأن بيتي لم تمسه النار !
سبحان الله ثقة قوية بالله جل جلاله .. !
لما وصل الرجل لمنزله وفعلاً كما قال ..
منزل عن يمين بيته احترق ومنزل آخر عن يساره ..
ومنزله يقع بينهم ولم يمسه لهيب النار المشتعل .. !
أراد سبحانه أن لا يُحرق ..
ليعلم عباده أنه القادر الذي يقدر على إبقاء المنزل ..
ولو كانت الأسباب توحي بغير ذلك
فالله سبحانه لا تتغلب عليه الأسباب لأنه موجدها
ولا يحتاج لمسببات تبارك وتعالى ..
لأنه كما قال :
"إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"
يال عظمته !!
التي نستصغرها أحياناً لما نقلل من شأن هذا الدعاء العظيم ..
والتي لا ندركها كذلك عندما نريد معصيته .. !
ويحضرني موقف لإحدى قريباتي تقول :
زوجي دائماً ما يردد هذا الدعاء في كل صغيرة وكبيرة ..
ويعلمه بناتي الصغار ..
تقول لما ذهبوا للعمرة وأرادوا دخول الحرم المكي ..
خلعوا أحذيتهم أعزكم الله ..
ولما أرادوا وضعها في مكان ما قالت البنات :
نستودعك الله الذي لا تضيع ودائعك ..
تقول ابتسمت ولم أدعو بما دعوا به ..
تقول لما رجعنا للمكان لم أجد حذائي ووجدت البنات أحذيتهم ..
على الرغم من أنهم كانوا بجانب بعضهم .. !
تقول عندما جئنا في اليوم الثاني ..
وكالعادة قاموا بدعائهم ودعوت معهم ..
وبعد انتهاءنا من الصلاة وجدت كل الأحذية مكانها ..
تقول : تعلمت الكثيير من هذا الأمر البسيط
فكيف عندما نستودعه الدين والأهل ووو ....... !
لله در هذا الأب الذي غرس فيهم "إيّاك نستعين" !
لا تحتقروا اخواني أن تدعوه ولو في أبسط الأمور .. حتى في شراك نعلكم !
هذا قائدنا صلى الله عليه وسلم عندما يريد توديع الجيوش ..
أو حتى توديع صحابته رضي الله عنهم جميعاً يردد :
"أستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم"
استودعوا الله كل صغيرة وكبيرة ..
كل حسي ومعنوي ..
كل شيء .. !
لأنه تعالى كما قال عن نفسه :
"فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"
وما أجمل أن تستقبلوا صباح كل يوم باستشعار هذا الدعاء
واستشعار اسمه الحافظ ..
لتنعموا بيوم تكونون فيه عند رب العزّة ..
من المؤمنين حقاً ..
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه